Sunday, June 17, 2007

هناك ثم العودة مرة أخري


كانت رحلة شاقة ومتعبة لطالما تمنيت أن تنتهي عند هذا الحد ولكنها لم تنته ولم تتوقف السيارة بل إستمرت وزادت من سرعتها إيضا في تحد سافر لكل رغباتي المكبوتة كنت حزينا تائها حائرا لا أعلم ماذا أفعل وكأن جزء مني قد فقد شيء في أعماقي قد إجتث من أساسه لا أعلم إلي هذه اللحظة ما هو بل من الممكن أن تقول أني لم ألحظه يوما كان إحساس بالضياع لم أتبينه تماما لم تكن الصورة واضحة تماما في مخيلتي تداعب نسمات الهواء وجهي فتيقظ الذكريات أمام عيني وكأنها تدور أمامي الأن كان يوم صعب بالرغم أنه مضي عليه ثلاثة سنوات إلا أني لازلت أذكره حتي الأن كأنه حدث بالأمس وبالرغم من أن هذه لم تكن رحلتي الأولي في حياتي فقد سبقها العديد والعديد خلال طفولتي ولكن هذه كانت مختلفة وكأنها إيذانا ببدء مرحلة جديدة في حياتي وقد كان ومرت الأيام ووصلت لمنزلي الجديد بقارتي الجديدة وبدأت حياة جديدة تماما لا يعرفها الكثير من البشر ولا يصمد لها إلا ما ندر منهم كانت حيلة غريبة حقا لازلت أذكر عندما
كنت أستيقظ في الليل من نومي أصرخ بكلمات غير مفهومة كتكمله لكابوس مفزع مر بي

ولكني قلت لا عزمت علي الصمود وبالفعل وفقني الله ومرت الأشهر وتوالت حتي تكيفت تماما مع حياتي الجديدة ثم عدت إلي الوطن ولكن لم أجده كما كان وبقيت حين من الدهر أجهل أيهما تغير أنا أم الوطن ؟؟؟

لا أستطيع أن أنكر أن سعادتي بعودتي لمدينتي الجميلة مرة أخري كانت عظيمة ولكن كان هناك دوما شيء يؤرقني إيهما تغير لماذا لم أستطع أن أذهب إليها كما في الماضي بقي المكان ولكنه هجره السكان أين أيام الماضي أين ذهبت بحثت عنها أين الذكريات القديمة أين من كانوا هنا من قبل بحثت وبحثت ولكن بلا جدوي وفي النهاية إيقنت أن لا فائدة من البحث وقلت في نفسي ما دمت أحمل ذكراهم في نفسي فهم أبدا لن يموتوا فأنا رجل زادي الذكريات لو ماتت لمت ولكن الأن والأن فقط علمت ما الذي تغير لقد تغيرنا كلانا أنا والوطن

وغريبة أنتي أيتها الحياة لطالما أعطيتنا ولكن أخذتي منا باليد الأخري فلا يظن أحد أن هناك خير كامل في هذه الحياة بل هناك إبتلاء لكل شيء ولا يوجد إيضا شر كامل فكانت الجنة خير كامل والنار شر كامل أي مطلق لا خير فيه فهكذا كانت رحلتي أعطتني تقريبا كل ما رغبت به وأخذت مني كل ما كان يذكرني بأيامي السعيدة في الماضي وتركتني مع أشباح الحاضر الحزين

بعد ساعات قليلة تبدء رحلتي مرة أخري عائد لوطني وأنا لا أعلم ما هو الشيء الذي فقدته هذه المرة ويا هل تري ماذا تغير في وطني. كيف يمكن أن أعود لوطني بعد كل هذه الأيام الصعبة الطويلة التي قضيتها بعيدا عنه بعض الجروح تكون عميقة فلا يمكن أن تدوايها الأيام فمهما مر الزمن وتوالت السنون فلن أنسي ما حدث لي خلال هذه السنوات قد تستمر رحلتي وقد تتوقف عند هذا الحد قد أجد ما أتمني أن أجده في نهايتها وقد لا أجده ولذلك وحتي أحصل علي إجابة لأسئلتي هذه فأنا سأستمتع برحلتي وبأيامي وبمكاسبي ولن أذكر حتي خسائري بل سأذكر تلك المكاسب التي حزت عليها بدلا من خسائري فوداعا حتي أعود لمدينتي