Monday, August 31, 2009

المتشرد الخارق

كيف وصلت الأمور لهذه الدرجة كيف تطورت من حادثة بسيطة إلي تلك النهاية المفجعة أنه أمر غريب ذلك الذي حدث لي ظهر فجأة في حياتي ثم تطور ببطيء ومن حيث لم أحتسب أحدث تغيير عظيم في حياتي من لاشي تغيير كل شيء

لاأعتقد أنه كان بمقدوري أن أتوقع ما حدث ولا أن أفهمه فهو حدث فجأة علي حين غفلة مني ولكني ما زلت علي قيد الحياة وهذه نعمة أصبحت أحمد الإله الذي وهبني غريزة البقاء فلولاها لكنت قد مت وتعفنت منذ زمن بعيد في أحد الأزقة الخلفية لأحدي المدن التي أفترشت طرقاتها حين من الدهر

أحيانا أشعر أنني غير موجود بالمرة وكأن الزمن قد توقف وكأنني قد بعثت إنسانا أخر غير الذي عاش من قبل لم يتبقي لي شيء يربطني بالماضي غير بعض الأسماء التي ما زلت أذكرها وأشك أحيانا في وجودها بالرغم من الضعف الشديد الذي أعانيه إلا أنني أصبحت أشعر أنني حي أكثر من ذي قبل أشعر للحياة حلاوة لم أستشعرها من قبل في كل شروق وغروب في كل ساعة أنامها في كل وجب أتناولها أشياء بسيطة للغاية أصبحت تسعد قلبي برغم سوء الحال وصعوبة الحياة إلا أنني سعيد

لقد وهبنا الله الحياة كمنحة مجانية لم يبذل أيا منا أي مجهود علي الإطلاق من أجل أن يخلق أو أن يكون له وجود في هذا العالم ولكنه أوجب علينا أن نحافظ عليها قدر ما أستطعنا وغرس بداخلنا حبها لكي يكون ذلك حافز لنا من أجل الإبقاء عليها

المستقبل مجهول تماما بالنسبة لي أراه كسواد حالك لا يمكنني أن أري أي شيء منه فيما مضي كنت أستطيع أن أتوقع ما قد يحدث لي وما هي التطورات التي قد تطرأ علي حياتي خلال فترة معينة من الزمن أضع إحتمالاتي وقياسا علي واقعي أرصد النتائج وأحدد أي الإحتمالات أقوي ولماذا ولكنني الأن لا يمكنني معرفة ما قد يحدث لي غدا أو الشهر القادم أو العام القادم في نهاية اليوم أحمد الله أنني ما زلت حيا أرزق ثم أرقد سويعات قليلة ثم ما ألبث أن أبدء كفاحي الجديد مع الحياة من أجل الحياة إيضا

ربما كان سر إستمتاعي بحياتي الجديدة هو أنني لا أستطيع أن أتوقع ما قد تحمله لي غدا هذا الغموض السري الذي يلفها هذا البريق الشهي الذي يحيطها برغم الألام والأحزان المضنية التي لا قبل لمثلي بها فأنا مستمتع بها ولا أعلم إلي الأن سبب مقنع لهذا الإستمتاع وهذه السعادة فكل ما أمتلك هو إحتمالات وبعض الأفكار المشتته المشردة وبعض الأحزان و الأحداث والأهوال التي شاهدتها وكنت شاهدا عليها لحظي التعيس ومازلت غير قادر علي نسيانها ما زلت أشباح الماضي توقظني لتذكرني بماضي قديم كنت أظنه قد مات أظني أن أرثي الوحيد هو قصة حياتي المليئة بالأمال والأحلام والأحزان والكوارث والإنهيارات

ما زلت لا أفهم لماذا تغدر بنا الأيام فجأة ودون سابق إنذار لنجد أنفسنا ندفع ثمن أخطاء لم نرتكبها تموت بداخلنا خلايا الحياة وتولد خلايا الموت مع إننا ما زلنا أحياء هل هذا هو النضج أن تموت فينا أحب الأشياء إلي قلوبنا أن نري أنفسنا تغتال أمام أعيننا أن نفقد براءتنا يوما وراء يوم أن نفقد عذريتنا الطفولية ونستبدلها بأقنعة وحوش وأخلاق أبالسة

إختيارتي الأن محدودة إما أن أموت حيا أو أحيا ميتا أما أن أحيا وألعن في كل يوم السبب الذي أبقاني علي قيد الحياة إلي الأن أو أن أبقي حيا بداخلي جزء ميت أحيا نصف حياة أظنني قد أخترت الإختيار الثاني فملعونة تلك الحياة التي توهب لي بالموت فلأحمل الموت بداخلي فلربما يسيطر علي يوما ما وأموت وقد حافظت علي حياتي كما هي كما أردتها أن تكون وحينها لن يبقي مني غير أرثي الوحيد

Thursday, July 17, 2008

العودة لنقطة البداية


بحق لا أعلم كيف أبدء هذه القصة ولا كيف أنهيها فكرت كثيرا كيف أجعل البداية هي هي النهاية كيف يمكن أن أكتبها وأرتب أحداثها وأسرد تفاصيلها كيفما حدثت معي ففي العادة تتسلسل أحداث القصة بدأ من نقطة وإنتهاءا بنقطة ما أما في حالتي هذه فأنا في حيرة من أمري كيف أجعلها تبدء وتنتهي من حيث أنطلقت وما الجدوي من كتابة قصة كهذه تمر أحداثها في شكل دائرة مغلقة ولماذا قد يقبل عليها أحد وما الذي قد تغيره في نفسه أو ما التأثير الذي قد تتركه في وجدانه
إن قصة كهذه هي حتما بدون بداية ولانهاية الدوران في دائرة مغلقة أمر سرمدي لانهاية له إلا بفناء الدائرة أو من يدور بها أو كلاهما فبعد عدة دورات لا يمكنني تذكر متي أنطلقت ولا إلي أين كنت أنوي الذهاب فالأن تتساوي أمامي كل السبل والإتجاهات
كل شيء هنا يعود لما بدأ منه لا تختلف كثيرا بدايته عن نهايته في البداية كنت أظنني وحيدا في هذا ولكني تأكدت في النهاية إني مجرد صورة مصغرة لملايين البشر غيري من الذين بدأت حياتهم وستنتهي بدون هدف أو غاية أرادوها وسعوا لتحقيقها وبالرغم من أني أعتقد أني مختلف ولكنهم إيضا أعتقدوا أنفسهم مختلفين المشكلة الحقيقة هي أنه طالما كنا جميعا متفقين إلي هذا الحد فلماذا نبقي وحيدين لهذه الدرجة ومتباعدين لهذا الحد لا أعلم لماذا أصبحت قوانين التجاذب والتنافر المغناطيسي تحكم حياتي

شبيهي أتركه وأبتعد عنه ومن أختلف معه وعنه تقاربنا الأيام حتي لتكاد تجعلنا متلاصقين
أعتقد أني يجب ان أقول كلمة قبل النهاية كلمة يكون لها تأثيرها هذه المرة لها بريقها اللامع السحري ذلك الذي يشعرني ككاتب بالفخر ويشعرك كقاريء علي الأقل بالرضي عني فبعد حكاية مفرغه من المعني كهذه القصة يجب أن أقول كلمة ربما يكون لها أثر في نفسي أنا حتي بعد أن أصبحت لا أشعر بأي تأثير يطرأ علي نفسي الحزينة فكل شيء يسير بوتيره واحدة ونظام ثابت ولكني بالرغم من ذلك أصبحت أقوي بكثير مما مضي فكلما فقد الإنسان نفسه كلما أصبح أقوي فهذا يعني أنه لم يعد لديه شيء ليخسره حتي نفسه أعتقد أن هذا هو تعريف القوة الصحيح ألا يكون لديك شيء لتخسره إذ فأنت أقوي من غيرك كلما زادت مكاسبك كلما زادت مخاوفك وبالتالي زاد جبنك وتخاذلك عن مواجهه الحياة الحب مكسب والصداقة مكسب والنجاح مكسب والماضي الجميل مكسب والذكريات البديعة مكسب
أما الأن
وأه من الأن فقد فقدت كل ذلك ولم أكتفي بذلك بل قررت ألا أعيد إكتساب أشياء قد أكون فقدها من قبل محاولة الإكتفاء بذاتي ولكنه سؤال ما زال يؤرقني وما الذي تبقي لذاتي بعد زوال كل هذه الأشياء وما الذي يشعرني بوجودي بعدما فقد كل هذه المعاني الجميلة الرائعة

Tuesday, June 3, 2008

هل هي النهاية؟


هل أنتهي الأمر هنا ؟ أسكنت أوضاعه وأستقرت أموره وهدأت أجواءه وأسدل ستار النهاية علي كل ما كان أنه لأمر لم يخطر لي ببال أن أقف هنا لأكون شاهدا علي نهاية كل شيء
كل شيء قد أحببته فيما مضي قد أنتهي الأن
أنا مولود من جديد ولكني أحمل فوق كتفي كل ذنوب الماضي وأخطاءه لو كان يمكن للإنسان أن يغير ماضيه يحرف أحداثه ويشوه وقائعه ليجعلها تسير وفقا لما يمليه عليه حاضره لكنت بلا شك أحسن حالا


أنه الماضي ما قد نرغب في السفر إليه عبر الزمن والتعرف عليه وليس المستقبل فلو أمكنك تغيير ماضيك فسوف يتغير حاضرك وبالتالي مستقبلك عندئذ تكون قد منحت فرصة أخري لتصحح كل خطأ أرتكبته يوما ما وتستحوذ علي كل مطلب منعه عنك سوء إختيارك وضلال قرارك

في مكان ما لم يعد معروف للبشر سأقيم سأصنع من النسيان ذكرياتي ومن الموت حياتي ومن اليأس أملي أنه حيث تتولد الآضاد من بعضها مكونه عناصر الوجود فتتكامل فيما بينها مكونه نسيج الوجود بجماله وبهائه

هل يمكن أن ينتهي الأمر هكذا؟؟ هل يمكن أن تطوي صحفه وتجف أقلامه وتصبح تلك هي النهاية. نعم تلك هي النهاية। نعم هي النهاية إن كل يوم هو نهاية ربما نهاية شيء لم تحن نهايته بعد ولكنها تنهيه بكونها النهاية !!!! فهي النهاية وظيفتها أن تنهي وهكذا تعمل السلسلة فتبدأ بنهاية حياة وبداية حياة ثم نهاية لحظة وبداية لحظة وأخيرا نهاية إنسان وبداية إنسان

إن حياتنا ما هي إلا دائرة مغلقة متصلة من البدايات والنهايات وجميعنا ملقون بداخلها ولانملك الخروج منها لأننا ببساطة
لم ندخلها أصلا

Wednesday, January 16, 2008

مكتئب وحيد


إن مقياس غني او فقر الإنسان الحقيقي هو بمن حوله من البشر ممن يساعدوه ويساندوه يحبوه ويحبهم. الحزن محزن والألم مؤلم والجحيم محرق والسعير حارق والحب غارق والأمل ضائع والنعيم يغرب والعذاب يشرق ومن لم يكن لديه من يعينه سيضيع ويضل ويتالم ويتعذب
وحيدا
الفجر لم يشرق والخير لم يغدق والباطل لم يزهق والحق لم يعلو والظلام حل والقلب ضل والسحب تجمعت والغيوم صنعت والشمس قد حجبت والصحبة قد انكسرت وتفرق الاحبه وذهب الاصدقاء والماء قد جف والجفاف قد حل والعطش عمل عمله في الحلوق والجوع في
البطون
إنها الحياة تظلم لنا أيامنا حتي تعلمنا كيف نتحمل ظلام أيامنا القادم وتؤلمنا حتي نتحمل ألم أيامنا القادم ومن صعب إلي أصعب ومن شديد إلي اشد ومن سيء إلي أسوء سأسافر عبر الزمن سأسافر في رحلتي الطويلة حلما في المستحيل ورغبا في المحال ولكني ساعلم قبل النهاية ان
ما سعيت له كان غرورا

خيوط العنكبوت تنسج حول الطريق السديد والسبيل الوحيد انه ليس انا من اختار وإنما انا من طبق فيه الحكم في محكمة الدهر ودستور القدر فانا أسير كالمسجون او الاسير اسير كالأعمي والأصم والأبكم والعاجز والذليل أسير في عالم لا أساوي به جناح بعوضة عالم لم اختاره
ولكن ربما هو من اختارني

الأيام دول والفشل ذلل وذله وراء ذله ياتي الفشل المبين ومن اختار الإستسلام لا يلام فلا يوجد مفر مما ليس له سبيل ولا طريق مرسوم عندما تكون انت الحاكم وانت المحكوم و أنت الراعي وانت الرعية في نفس الوقت تتساوي مفاهيم الظلم والعدل القسط والبطش. البطش
شديد ولا يمكنني إلا الهروب فهذ هو الطريق الوحيد


الفراق صعب و الحزن حياة والألم وجود والبعد جحيم والحقد سعير والحب أمل والنعيم لذات والعذاب دركات والكره درجات والأيام صفحات والحياة لحظات واللحظات سنوات والسنوات كئيبة والكأبة مصير والمصير مرسوم والرسم مجهول والمجهول معلوم والمعلوم
محبوب والمحبوب كل ما يرسمه خير وسعادة والسعادة هي قمة الأيام

Friday, November 16, 2007

شخص عاش بداخلي



لا لم أعرفه ولم يعرفني أنه من لم أفهمه ولم يفهمني لم أره ولم يراني لم أحسه ولم يحسني أنه من كان ولم يكن أنه من مات ولم يمت
عندما يحب الإنسان شخصا ما وتقوي علاقتهما وتصل لحد معين من القوة فإن ذلك الإنسان يصنع لذلك الشخص صورة بداخله يصنع ذات أخري بداخل ذاته – أحيانا تكون من ذوات الأربع – تعيش وتتنفس معه تشاركه حياته تشاركه أفراحه وأحزانه حتي لو كان ذلك الشخص بعيد فالنسخة الأخري منه مازالت موجودة في داخل الإنسان وتقاس عظمة الإنسان بعدد النسخ الموجودة في داخله زيادا ونقصا كلما إستطاع الإنسان أن يحب أكثر ويشعر أكثر بألام وأفراح غيره من البشر كلما كان إنسان عظيم

ولكن عندما نصبح وقد وجدنا أنفسنا نشد لأسفل ونسقط بواسطه ذلك الشخص وجب علينا أن ننساه ولكن آني لنا أنه حلم البشرية حلم المعذبين وحلم المقهورين أنه النسيان ظهرت المخدرات والمكيفات بشتي أنواعها من أجله مع ذلك لم تنجح فهي إن كانت تنسي فهي تنسي الإنسان نفسه وتجعله يدمر نفسه بنفسه ولكن لا تنسه تلك الذات أو الذوات التي بداخله


أنا الأن أنظر نحو المرأه أري عدوي أمامي أراه يعيش بداخلي متطفلا علي ذاتي ولا أملك أن أنزعه لا أعلم ماذا أفعل ولكني أنوي ان أحطمه أن أقتله ذلك الذي أراه في المرآه ولكن وللأسف كلما ضربته تألمت أنا وكلما أذيته تأذيت أنا ولو أستمر الامر كذلك فلربما أقتله ولكن ستكون أخر لحظه في حياته هي أخر لحظه في حياتي انا فسأكون حينها كمن قتل نفسه أو هكذا سيظن الأغبياء لن يعلموا أبدا عن هذه الذوات التي تعيش بداخلي ولا أملك أن أخرجهم أبدا مني فلو قتلتهم لمت معهم ربما من الحزن علي موتهم وفراقهم لي


هل عشت من قبل بصحبه أشباح؟؟ أنا عشت برفقتها في أحيان كثيره أستيقظ من نومي وأجدها بجانبي تقفز من الماضي لتؤرق مضجعي تصيح في بلا هوادة تحمل لي همي القديم وذكرياتي الحزينة أسوء ما في الماضي أنه لا يمكن تغييره ولا تعديله
أعتقد أني قد أكتشفت أخيرا ما أريد و وصلت له شممت رائحته علي بعد أميال وتخاطرت معه منذ سنوات أعتقد أن الحل هو أن أبحث عن ذوات أخري لربما حلت محل تلك القديمه وبرغم بحثي المستميت لا أظنني سأجد أبدا ما أبحث عنه ولكني سأظل أبحث لربما أجد من أحبه لربما أجد من يمكن أن أستنتسخ منه صورة أخري و أضعها بداخلي

سأظل أبحث عن من لم أعرفه ومن لم يعرفني من لم أفهمه ولم يفهمني من لم أقصده ولم أوجه له هذا الكلام من قبل فأنا لم أقصد أي إنسان أو إنسانه بما قلته الأن فأنا كل ما قصدته هو فقط


شخص عاش بداخلي

Tuesday, October 9, 2007

أنه القرار



وهكذا سأسير وحيدا
منذ زمان وأنا أظن أني سأكون كالشمس في كبد السماء والقمر في ليله مظلمه أو كالمطر بعد الجفاف والماء بعد العطش أظن أني من سيعيد المجد لمن سلب منه وسأعز بفضل الله من ذل سأكون البسمة في عين المساكين والدواء للمرضي فأنا أريد وأتمني وأرغب وأحتاج وأرجو و أنشد ولكني في الحقيقة لم أفعل شيء يذكر لم أقدم شيء يدل علي رغبتي في ذلك فعلا كل ما فعلته هو أني أصبحت إنسان عادي والإنسان العادي هذا يعتمد علي العصر الذي يوجد فيه و يعيش ثم أصابت ذلك الإعتياديته الزمنيه هذه فيه وفي زمننا هذا من يصبح إنسان عادي فهو إنسان فاشل في المقياس الكلي للبشر علي مر التاريخ
فأحيانا نرسم لأنفسنا صورة معينه عن مستقبلنا وتأتي المشكله والعقبه الكبري عندما نواجه الواقع لنجد الإختلاف العظيم بين واقعنا الحالي وما يجب أن نكونه فعلا إذا أدرنا أن نحقق هدفنا لنصل للصورة النهائية التي كنا نرجوها ولكني بالرغم من صعوبة الموقف فأني أعتقد أن وقت الأحلام والتمني قد ولي أعتقد أن تلك اللحظة التي يجب علي أن أتخذ قراري بها قد حانت وأظلني زمنها فالأن أكون أو لا أكون فعندما يرغب إنسان في شيء ما ويرغبه ويأمله ويرجوه يبقي هذا الحلم موجود في رأسه فقط وذلك حتي تحين اللحظة التي يصبح ملزوم فيها أن يقرر إذا كان يريد ما يزعم انه يتمناه فعلا أم لا.أحيانا تخدعنا أنفسنا وتضلنا عقولنا ويغيبنا الهوي فنتصور أننا فرسان ولكننا في الحقيقة وبكل أسف جرذان الفرق بين الفارس والجرذ هو هذا القرار الذي وجب علي أن أتخذه أظن أن الأوان قد أن كي أبدء بوضع أول اللبنات في بناء هدفي وحلمي وأخطو أول خطوة نحو مستقبلي الذي أرجوه وأريده أو أن أنزوي بهدوء في ركن من أركان الكون الفسيح أندب حظي العاثر وظروفي الصعبة مع أني أعلم في أعماق أعماق نفسي أنني من تخاذلت وتنازلت عن هدفي وخسرت الحرب من أول معركة واجهتها بل ربما حتي قبل أن أدخلها فالقرار لي وأنا أتخذته وقضي الله أمر كان مفعولا فأنا سأحقق ما أريد إنشاء الله
عندي تصديق أعمي بمبدأ يقول أن حياتك من صنع أفكارك فمن أراد النجاح نجح ومن أراد الفشل فشل كل ما يريده المرء يفعله
والمسؤلية كل المسؤلية تكمن في أن يتخذ المرء القرار الصحيح في الوقت المناسب ليبدأ رحلته نحو تحقيق هدفه

Sunday, September 9, 2007

عدنا

تأخرت كثيرا في مقالي وتقبلوا أسفي فقد كنت مسافر في رحله مفاجأة وأسمحوا لي أن أقدم لكم قصه قصيره من تأليفي أتمني أن أطلع علي رأيكم بها فهذا مهم جدا عندي القصه بعنوان



عندما يموت الماضي


تقدم لي كثير يطلبوا يدي للزواج ولكني أرفضهم أرفضهم جميعا الواحد تلو الأخر أمي يأست مني فكل مره أعتذر بعذر مختلف حتي مللت من هذه الحاله فلقد نفذت أعذاري حتي كدت أن أخبرها ذات يوم بحقيقه حالي ولكني أؤثر أن أسير وحدي مثقله بهمومي فكيف لها أن تفهم أن الماضي قد مات فهي لن تفهم كيف غرقت سفن شبابي في بحر الغربه الهائج كيف لها أن تفهم أنه عندما يموت الماضي لا يحيا من جديد بل يذهب بلا عودة يتواري في صمت خلف ستائر الأبديه فلا يسمع له صوت ولا دبيب فهو ميت بلا بعث فعندما يموت الماضي نشعر بشيء يختنق بداخلنا يكاد يقتلنا نتمني لو نختلس ولو لحظات قليله مما فات نختلسها من خلف أسوار الزمن العتيده ولكن هيهات لو أجدت المحزون شكواه وما زلت لا أعلم أي بحر لجي هذا الذي أبتلع الماضي في جوفه

كنا هنا دائما حيث تنبت الأزهار وتتلون حيث تنمو الأشجار وتغرد البلابل لو قلت أنني لم أحيا إلا معه لما كنت كاذبه فهو من كان يخرج الضياء من سواد أيامي ويستخرج أثمن الكنوز من مناجم ليالي الحزينه كانت رحله صعبه تلك التي قمت بها فبعد إكمال الدراسه جائتني منحه في أحد الدول الأوروبية لم أتردد وافقت وبدأت في إعداد أوراقي وسافرت إنها لنشوة غريبه تلك التي تعتريك عندما تسافر من بلدك وموطنك لبلد أخر يبدأ إحساس المغامره بداخلك ينمو وترتفع دقات قلبك كأنها تدق علي طبول الزمن معلنه بدايه مرحله جديده في حياتك ولكن ما تلبث النشوة أن تروح ودقات الطبول أن تخفت فتجد نفسك فجأة وحيدا وكأنما أستيقظت من حلم جميل في ليله ممطره

مرت أيامي في البدايه بارده كبروده الثلج الذي يتساقط في هذه الأنحاء بكثره وخاصه إننا في فصل الشتاء ومرت عدة أشهر وجاء الربيع فتوقف المطر ولم يقاوم الثلج سطوع الشمس فذاب تحت قوة سطوعها وإرتفاع حرارتها لازلت أذكر ذلك اليوم حين قابلته أول مره كان شاب متوسط العمر تقريبا تلمع عيناه ببريق رائع فكان هو الفجر الذي أشرق علي ليل أيامي في تلك الأنحاء البعيده فعندما تكون بعيدا عن موطنك يسهل حينها أن تقع في حب أي شخص يقدم لك الحب تكون كالغريق الذي يتعلق بقشه أي قشه يجدها فأنت حينها لا تمنح حريه الإختيار ومرت أيام وكل يوم يزداد لمعان وبريق أيامي حتي حضر ذلك اليوم كالضيف الثقيل كنت أسير في طريق عودتي للمدينه الجامعيه بعد إنتهاء اليوم الدراسي فأحسست بلفحه برد فأقشعر لها جسدي وخيل لي أن السماء ستمطر ولكنه لم يكن مطر وإنما كان ذلك الندي الذي يبشر عادة بإقتراب موسم الأمطار وإذا بي فجأة أشاهده هو هو نفس الشخص الذي كان يضيء أيامي شاهدته يحدثها بجوار أحد المنازل ولم أكن لألقي للأمر بالا لولا أن شاهدت ذلك البريق في عينيه نفس هذا البريق الذي عهدته منه ولكن عندما ينظر لي وما هي إلا لحظات حتي مضي بعد أن قبل يدها و هو لا يزال محتفظا بهذا البريق في عينيه وأختبأت أنا خلف أحد الجدران حتي أتأكد أنه لم يراني ثم ذهبت ومنذ ذلك اليوم لم أقابله

و بعد ذلك و رغم محاولاته المستميته أن يقابلني ولكن لم يحدث ذلك أبدا أخبرني أحد أصدقائه ذات يوم أنه كاد أن ينتحر من أجلي فهو حتي لا يعلم سبب تغيري من ناحيته ولكني لم أبالي فقد كان لازال طعم الخيانه كالحنظل في حلقي ولكني الأن أصبحت أقوي من ذي قبل بكثير فأحيانا تعلمنا مراره الخيانه ما تعجز ألاف الكتب أن تفعله فالتجارب تثقلنا وتثقل خبرتنا وتجعلنا أقوي مما نتخيل ولذلك لم أعد ألتفت للأمر ونسيته ولكن لا لم أنسه قد أكون نسيت أحداثه وتفاصيله ولكن لازلت أشعر بمراره الخيانه بل وأذكر ذلك البريق في عينيه ولكني خبأت كل ذلك في أعماقي وأغلقت عليه أسوار صبري وجلدي وسرعان ما أنتهت البعثه وعدت لبلدي وقريتي الصغيره حيث أنتمي ولكني إنسانه جديده تماما وكأني دفنت نفسي القديمه هناك أشعر بجزء مني قد مات والأن وقد مر سنوات علي ذلك ولكني لازلت أذكره برغم أن الجرح دبل في قلبي ولكن لم أستطع أن أقبل من تقدموا لي بعده فلن أضع نفسي في هذا الموقف مره أخري لن أنتظر حتي يأتي أحدهم ببريق أخر في عينيه لا لقد مات الماضي وماتت معه رغبتي في ذلك البريق الذي يشع من أعين الرجال وما زلت لا أعلم ماذا أفعل كيف أخبرها ببساطه أن الماضي قد مات وأني لم أعد كما كنت لم أعد إنسانه طبيعيه فأنا إنسانه ماضيها قد مات