Sunday, September 9, 2007

عدنا

تأخرت كثيرا في مقالي وتقبلوا أسفي فقد كنت مسافر في رحله مفاجأة وأسمحوا لي أن أقدم لكم قصه قصيره من تأليفي أتمني أن أطلع علي رأيكم بها فهذا مهم جدا عندي القصه بعنوان



عندما يموت الماضي


تقدم لي كثير يطلبوا يدي للزواج ولكني أرفضهم أرفضهم جميعا الواحد تلو الأخر أمي يأست مني فكل مره أعتذر بعذر مختلف حتي مللت من هذه الحاله فلقد نفذت أعذاري حتي كدت أن أخبرها ذات يوم بحقيقه حالي ولكني أؤثر أن أسير وحدي مثقله بهمومي فكيف لها أن تفهم أن الماضي قد مات فهي لن تفهم كيف غرقت سفن شبابي في بحر الغربه الهائج كيف لها أن تفهم أنه عندما يموت الماضي لا يحيا من جديد بل يذهب بلا عودة يتواري في صمت خلف ستائر الأبديه فلا يسمع له صوت ولا دبيب فهو ميت بلا بعث فعندما يموت الماضي نشعر بشيء يختنق بداخلنا يكاد يقتلنا نتمني لو نختلس ولو لحظات قليله مما فات نختلسها من خلف أسوار الزمن العتيده ولكن هيهات لو أجدت المحزون شكواه وما زلت لا أعلم أي بحر لجي هذا الذي أبتلع الماضي في جوفه

كنا هنا دائما حيث تنبت الأزهار وتتلون حيث تنمو الأشجار وتغرد البلابل لو قلت أنني لم أحيا إلا معه لما كنت كاذبه فهو من كان يخرج الضياء من سواد أيامي ويستخرج أثمن الكنوز من مناجم ليالي الحزينه كانت رحله صعبه تلك التي قمت بها فبعد إكمال الدراسه جائتني منحه في أحد الدول الأوروبية لم أتردد وافقت وبدأت في إعداد أوراقي وسافرت إنها لنشوة غريبه تلك التي تعتريك عندما تسافر من بلدك وموطنك لبلد أخر يبدأ إحساس المغامره بداخلك ينمو وترتفع دقات قلبك كأنها تدق علي طبول الزمن معلنه بدايه مرحله جديده في حياتك ولكن ما تلبث النشوة أن تروح ودقات الطبول أن تخفت فتجد نفسك فجأة وحيدا وكأنما أستيقظت من حلم جميل في ليله ممطره

مرت أيامي في البدايه بارده كبروده الثلج الذي يتساقط في هذه الأنحاء بكثره وخاصه إننا في فصل الشتاء ومرت عدة أشهر وجاء الربيع فتوقف المطر ولم يقاوم الثلج سطوع الشمس فذاب تحت قوة سطوعها وإرتفاع حرارتها لازلت أذكر ذلك اليوم حين قابلته أول مره كان شاب متوسط العمر تقريبا تلمع عيناه ببريق رائع فكان هو الفجر الذي أشرق علي ليل أيامي في تلك الأنحاء البعيده فعندما تكون بعيدا عن موطنك يسهل حينها أن تقع في حب أي شخص يقدم لك الحب تكون كالغريق الذي يتعلق بقشه أي قشه يجدها فأنت حينها لا تمنح حريه الإختيار ومرت أيام وكل يوم يزداد لمعان وبريق أيامي حتي حضر ذلك اليوم كالضيف الثقيل كنت أسير في طريق عودتي للمدينه الجامعيه بعد إنتهاء اليوم الدراسي فأحسست بلفحه برد فأقشعر لها جسدي وخيل لي أن السماء ستمطر ولكنه لم يكن مطر وإنما كان ذلك الندي الذي يبشر عادة بإقتراب موسم الأمطار وإذا بي فجأة أشاهده هو هو نفس الشخص الذي كان يضيء أيامي شاهدته يحدثها بجوار أحد المنازل ولم أكن لألقي للأمر بالا لولا أن شاهدت ذلك البريق في عينيه نفس هذا البريق الذي عهدته منه ولكن عندما ينظر لي وما هي إلا لحظات حتي مضي بعد أن قبل يدها و هو لا يزال محتفظا بهذا البريق في عينيه وأختبأت أنا خلف أحد الجدران حتي أتأكد أنه لم يراني ثم ذهبت ومنذ ذلك اليوم لم أقابله

و بعد ذلك و رغم محاولاته المستميته أن يقابلني ولكن لم يحدث ذلك أبدا أخبرني أحد أصدقائه ذات يوم أنه كاد أن ينتحر من أجلي فهو حتي لا يعلم سبب تغيري من ناحيته ولكني لم أبالي فقد كان لازال طعم الخيانه كالحنظل في حلقي ولكني الأن أصبحت أقوي من ذي قبل بكثير فأحيانا تعلمنا مراره الخيانه ما تعجز ألاف الكتب أن تفعله فالتجارب تثقلنا وتثقل خبرتنا وتجعلنا أقوي مما نتخيل ولذلك لم أعد ألتفت للأمر ونسيته ولكن لا لم أنسه قد أكون نسيت أحداثه وتفاصيله ولكن لازلت أشعر بمراره الخيانه بل وأذكر ذلك البريق في عينيه ولكني خبأت كل ذلك في أعماقي وأغلقت عليه أسوار صبري وجلدي وسرعان ما أنتهت البعثه وعدت لبلدي وقريتي الصغيره حيث أنتمي ولكني إنسانه جديده تماما وكأني دفنت نفسي القديمه هناك أشعر بجزء مني قد مات والأن وقد مر سنوات علي ذلك ولكني لازلت أذكره برغم أن الجرح دبل في قلبي ولكن لم أستطع أن أقبل من تقدموا لي بعده فلن أضع نفسي في هذا الموقف مره أخري لن أنتظر حتي يأتي أحدهم ببريق أخر في عينيه لا لقد مات الماضي وماتت معه رغبتي في ذلك البريق الذي يشع من أعين الرجال وما زلت لا أعلم ماذا أفعل كيف أخبرها ببساطه أن الماضي قد مات وأني لم أعد كما كنت لم أعد إنسانه طبيعيه فأنا إنسانه ماضيها قد مات